السبت، 24 مارس 2018

"إن مع العسر يسرا"


 وعد من االله تبارك وتعالى وهو لا يخلف الميعاد[ فَإِنَّ مع الْعسرِ يسرا * إِنَّ مع الْعسرِ يسرا]سورة الشرح:٥،٦.

 وإذا جاز تخلف وعود البشر وتبدل قوانينهم، فوعد االله لا يتخلف، وسنة االله لا تتبدل إنه وعد من االله سبحانه يتجاوز حدود الزمان والمكان، ولا يقف عند حد ما نزلت فيه الآيات التي فهم منها السلف هذا المعنى الواسع، فقالوا: لن يغلب عسر يسرين، وقالوا: لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه. قال االله تعالى:[ ومن يتقِ اللَّه يجعلْ لَه مخرجا] الطلاق:٤ وسنة االله تعالى، أنه حين تشتد الأزمات وتتفاقم، يأتي اليسر والفرج،
 أرأيت كيف فرج االله للأمة بعد الهجرة وقد عاشت قبلها أحلك الظروف وأصعبها حين كان النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه يؤذون في مكة وبين شعاا؟ وفي الأحزاب حين بلغت القلوب الحناجر وظن الناس بعدها باالله الظنون، بعد ذلك كانت مقولة النبي - صلى االله عليه وسلم- وهي مقولة صدق: «الآن نغزوهم ولا يغزوننا». وحين مات النبي - صلى االله عليه وسلم – وضاقت البلاد بأصحابه، وارتد العرب، وأحدق الخطر وما هي إلا أيام وزال الكرب، وتحول المسلمون إلى فاتحين لبلاد فارس والروم، وصار المرتدون بإذن االله بعد ذلك جنودا في صفوف المؤمنين. والعبر في التاريخ لا تنتهي: والأمر قد يكون في ظاهره شرا، ثم تكون العاقبة خيرا بإذن االله، أرأيت حادثة الإفك وفيها من الشناعة والبشاعة ما فيها، ومع ذلك هي بنص القرآن: لَا تحسبوه شرا لَكُم بلْ هو خير لَكُم . وها هو سراقة بن مالك (رضي االله عنه) يلحق بالنبي - صلى االله عليه وسلم – فكان أول النهار عازما على قتله، وأصبح في آخره من جنوده المؤمنين! هكـذا هزمـوا اليأس ١٥ *فلننظر إلى الأمور بعين التفاؤل وإن بدت في ظاهرها على عكس ذلك،، ولندع اليأس والتخذيل ألم يقل حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم «تفاءلوا بالخير تجدوه» فافتح نوافذك أيها اليائس.. دع الضياء يغزو.. حجيراتك المظلمة.. فزواياها الكئيبة بشوق لخيوط الأمل المنيرة! توماس


الاعلاميه:اشواق السلمي

هناك تعليق واحد: